الهوية البصرية لشعار الجامعة
تحليل عناصر شعار جامعة سبها :
يعد شعار جامعة سبها أو أي شعار آخر لغة غير منطوقة تختلف عن اللغة المنطوقة التي نصل فيها لفهم المعنى من خلال مركزية المعنى؛ أي أن أبناء اللغة جميعهم يفهمون المعنى بطريقة مركزية واحدة بواسطة التفسير، أما الشعار، أو الأيقونات فالمعنى يعتمد في الوصول إليه على التأويل ( Interpretation ) وهو ما يركز عليه، ويهتم به علم العلامات السيميولوجيا ( Semiology ) ويدرس هذا العلم الرمز ( Symbol ) الذي لا يكون فيه المعنى ظاهراً بل خفياً .
وقبل دراسة الدلالة الرمزية لشعار الجامعة يقتضي منا السياق معرفة عناصر الشعار التي تمثل بنية ظاهرية ( Surface structure ) وهذه العناصر تظهر كالآتي :
- اللون الأزرق الذي يحيط بالشعار من أسفل، ومن الشمال، واليمين .
- السنبلتان ترتكزان على حافتي الكتاب من اليمين إلى الشمال .
- البحر الذي يحيط بالشعار حتى يصل إلى جانبي موضع كلمة ( اقرأ ) .
- اللون الفضي: يأتي بعد البحر بشكل دائرة .
- الشمس يظهر فيها النور، والإشراق .
- الكتاب: يأخذ وضعه قاعدة الشعار .
- المحبرة .
- القلم .
- في حال وضع الشعار من أعلى إلى أسفل يظهر وجه أسد .
التحليل السيميولوجي ( Semi logical Analysis ):
- يرمز اللون الأزرق إلى العطاء، والصفاء، والحياة، والموت، والسعة، وهذا ما تجسده جامعة سبها التي يكون عطاؤها علمياً ذا سعة فيحصل الطالب على النجاح، أو الفشل بحسب قدرته العلمية فالبحر جمع بين العيش الجميل، والموت أي: النهاية والعدم، يضاف إلى اللون الأزرق وهو السماء الزرقاء الدالة على الفسحة والانبساط الشاسع، وكون السماء تغطي الكرة الأرضية، وهذا يتمثل في جامعة سبها التي وصل علمها إلى أقطار بعيدة، فدرس بها الأفريقي والعربي، والفلبيني، والياباني.
- السنبلتان: ترمزان إلى الغدق، وتغذية العقل، وعلى الخصوبة، ووفرة المحصول، وهذا ما ينعكس على المنحى العلمي؛ ثم ارتكاز السنبلتين على حافتي الكتاب دليل على أن الكتاب مصدر حياة السنبلتين كما أن الكتاب مصدر العلم .
- اللون الفضي: يرمز إلى الصفاء، والانبلاج؛ وهو الفجر فلون الفضة يميل إلى الفجر؛ وحتى في اللهجة الليبية يطلق على الفضة ( الفجرة ) .
- دلالة رمز إحاطة الشعار باللون الفضي من الداخل؛ هو عموم الصفاء والإشراق في كل تخصصات الجامعة .
- الشمس: تدل على النور، والإشراق، ووصول علمها إلى مشارق الأرض ومغاربها كالشمس التي قال فيها المتنبئ واصفاً مادحاً :
كالشمس في كبد السماء وضوؤها يغشى البلاد مشارقاً ومغارباً
- الكتاب: وضع في قاعدة الشعار، فكل شيء ناجح له قاعدة، وقاعدة الجامعة الكتاب، وجعل الكتاب مفتوح الجانبين؛ دلالة على وضوح المنهج، والعملية التربوية التعليمية؛ ثم المساواة، وعدم التفريق بين من يدرس في الجامعة .
- المحبرة: يدل رمزها على العطاء، والسعة، ورحابة الصدر؛ فمادة ( حَبَرَ ) اللغوية تدل على السعة، ومنه الحَبر أو الحِبر العالم الذي يتسع علمه بغزارة، والحبر يطلق عليه المداد وهو من الفعل مَدَدَ دال على المد، والإمداد أي. الإعطاء بلا عدد، أو نسبة والحبر يتعدد من حيث ألوانه، وهذا دال على تعدد الذوق من حيث التخصص الجامعي يضاف إلى ذلك جودة الخط، وبراعته.
- القلم: يعد القلم عماد العلم؛ وبذلك نجد أن أول سورة في القرآن الكريم ورد فيها ذكر القلم؛ يقول تعالى في سورة القلم ” نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُونَ (١) “؛ فأقسم المولى عز وجل بالقلم والكتابة، ويعد القلم من أعمدة الحضارة لأية دولة وقد اتصفت الحضارة الإسلامية بالسيف والقلم؛ وهما عمدة الحضارة، وقد وجدت مناظرات بين السيف والقلم في الأدب العربي .
- وجه الأسد الذي يظهر عند تنكيس الشعار من أعلى إلى أسفل؛ ويرمز وجه الأسد إلى القوة المتمثلة في قوة الأجيال الخريجين من الجامعة ثم قوة الجامعة وأصالتها، وقوة المناهج العلمية، والقوة في عدم التهاون في حال فشل الطالب، أو كسله .
هذه هي الملامح الواضحة للتحليل السيميولوجي لشعار الجامعة وقد اعتمدنا على التأويل، والتأويل بصمة تخص كل فرد؛ لكن أنواع التأويل المختلفة تدل على اختلاف الرؤى، واتفاقها حول المعنى؛ فالبحر من يراه سعة، ومن يراه صفاء، ومن يراه عطاء، ومن يراه قوة، وكلها تدور في معنى واحد، يقول المتنبئ:-
كالبحر يقذف للقريب جواهراً جوداً ويرسل للبعيد سحائباً