العوامل الاجتماعية المؤدية لانتشار ثقافة التعايش مع الفساد في المؤسسات الحكومية وآثارها الراهنة والمستقبلية على المجتمع والدولة

محتوى المقالة الرئيسي

فاطمـــة منصـــور فــــرج

الملخص

الفساد ظاهرة عالمية خطيرة شديدة الانتشار ذات جذور عميقة، تأخذ أبعاداً واسعة، وتتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز بينها، وتختلف درجة شموليتها من مجتمع لآخر، عرفتها المجتمعات الإنسانية منذ قديم الأزل، ولازالت هذه الظاهرة مستمرة إلى يومنا هذا، بل إنها تطورت مع الزمن وتطورت أساليبها ومظاهرها بتطور الحياة العصرية وزيادة متطلباتها، وتحولت إلى ثقافة سائدة مع زيادة شغف الإنسان ورغبته الجامحة في الحصول على المغانم والامتيازات والكسب المادي السريع، بغض النظر عن الوسيلة التي يستخدمها إن كانت مشروعة أو غير مشروعة، وقد ازدادت وتيرتها في الوقت الراهن بصورة لم يسبق لها مثيل، فطالت الأفراد والجماعات والمؤسسات، بل حتى كيانات الدول وسياساتها، وكبدتها خسائر بشرية ومادية فادحة. ويتناول هذا البحث الكشف عن العوامل الاجتماعية المؤدية لانتشار ثقافة التعايش مع الفساد في المؤسسات الحكومية، وكذلك آثارها الراهنة والمستقبلية على المجتمع والدولة، ويندرج البحث تحت المنهج الوصفي التحليلي. وقد توصل البحث في أهم نتائجه إلى : أن أهم العوامل الاجتماعية المؤدية لانتشار ثقافة التعايش مع الفساد في المؤسسات الحكومية هي : ضعف مؤسسات الضبط الاجتماعي، وهشاشة الدولة، وضعف الانتماء الوطني، والتغير القيمي والأخلاقي، والتغير في عملية التربية والتنشئة الاجتماعية، وأن أهم الآثار الراهنة والمستقبلية  لانتشار هذه الثقافة على المجتمع والدولة هي : التدهور الاقتصادي، وظهور الطبقات الاجتماعية، وضعف الاستثمار، ونقل الأموال خارج الدولة، وهجرة أصحاب الكفاءات والقدرات العلمية والعقول الاقتصادية خارج البلاد ، وتزايد المشكلات الاجتماعية على الصعيدين الأسري والمجتمعي، وانهيار وضياع هيبة دولة القانون والمؤسسات، وإضعاف ثقة المواطن في مؤسسات الدولة ومسؤوليها، وضعف إقبال المواطنين على المشاركة السياسية.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
فاطمـــة منصـــور فــــرج. (2022). العوامل الاجتماعية المؤدية لانتشار ثقافة التعايش مع الفساد في المؤسسات الحكومية وآثارها الراهنة والمستقبلية على المجتمع والدولة. وقائع مؤتمرات جامعة سبها, 1(1), 48–58. https://doi.org/10.51984/cas.v1i1.2574
القسم
المقالات