النزاعات المسلحة ودورها في ترسيخ ثقافة عمالة الأطفال بالمجتمع الليبي (تجنيد الأطفال كنموذج للفساد الأمني)

الملخص

تهدف الورقة البحثية الحالية إلى ابراز الأخطار التي يتعرض لها أطفال ليبيا جراء النزعات المسلحة منذ (2011) وحتى وقتنا الراهن، والتعرف على أنواع الانتهاكات التي تتعرض لها الطفولة في ظل الأزمات الأمنية، والصحية، والنفسية، والاجتماعية، والتي من أهمها عمليات التجنيد ضمن الكتائب المسلحة كأحد أشكال الفساد الأمني، مما ترتب عليه تجريدهم من براءتهم كأطفال وحقهم في أن ينشئوا في مناخ آمن ومستقر. كما تهدف الورقة إلى بيان التداعيات النفسية والاجتماعية السلبية التي قد تنجم عن الفساد الأمني أثناء الأزمات والنزعات المسلحة، مما يستوجب التدخل الفوري لحماية الأطفال من أثار النزاعات المسلحة، حيث يقوم ملايين الاطفال في العالم بأعمال كثيرة غالباً ما تعد شاقة وخطرة ومخالفة للاتفاقيات والتشريعات الدولية والتي تنص على حمايتهم من الاستغلال ومن أداء أعمال تتعارض مع تعليمهم وتضر بصحتهم ونموهم، وذلك بناءً علي ما نص عليه القانون الدولي الإنساني من حيث منح الحصانة والحماية القانونية للأطفال، بصفتهم جزء من الأشخاص المدنيين الذين يجب تجنيبهم أضرار الحرب، هذا من جهة، ومن جهة أخري توفير الرعاية النفسية والاجتماعية الكافية. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي واستقراء الدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع المطروح، وقد توصلت للعديد من النتائج، أهمها ارتباط النزاعات المسلحة بالعديد من أشكال الفساد، لعل أهمها الفساد الأمني، وثقافة العنف، حيث أنهم أصبحوا يمارسون هذه الثقافة في ظل النزاعات المسلحة، كما اشارت الدراسات إلى وجود علاقة ايجابية قوية بين عمالة الأطفال وبيئة الحروب والنزاعات المسلحة، وذلك بناءً على المحددات الرئيسة لعمالة الأطفال في المنطقة العربية التي أكدت على أن هذه الظاهرة تنشأ في المجتمعات التي تعاني من الأزمات وما يرتبط بها من صدمات مثل الحروب والنزاعات المسلحة، كما طرحت الورقة العديد من التوصيات أهمها: التدخل الفوري لحماية الأطفال من أثار النزاعات المسلحة، والعمل على سحب هذه الشريحة من الأطفال الملتحقين بالكتائب المسلحة، وايوائهم في مؤسسات الدولة من أجل احتواء هؤلاء الأطفال وإعادتهم إلى مدارسهم وتأهلهم بكافة الجوانب.