التغيرات المناخية، الأخطار واستراتيجيات المواجهة( مدينة سبها أنموذجًا)

الملخص

تعرضت مدينة سبها، عاصمة المنطقة الجنوبية من ليبيا، في 14 سبتمبر 2024، لأمطار غزيرة أدت إلى خسائر بشرية ومادية وتلوث بيئي متفاوت من حي سكني إلى آخر، نتيجة لعدة عوامل طبيعية وبشرية. تعرضت المدينة لحدث مناخي استثنائي تمثل في هطول أمطار غزيرة بلغت 63 ملم في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الساعة والنصف. يهدف هذا التقرير إلى تحليل تأثير التغيرات المناخية، وخاصة الهطول المطري المفاجئ والغزير، على مدينة سبها من جميع الجوانب (البيئية، الاجتماعية، النفسية والاقتصادية)، وتقييم حجم الأضرار الناتجة عن ذلك. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي والتحليلي والتاريخي والأسلوب الاحصائي الكمي باستخدام SPSS والأسلوب التقني Arc GiS. كما اعتمدت الدراسة على الملاحظة الميدانية والمقابلات الشخصية. أظهرت النتائج أن مدينة سبها شهدت العديد من الخسائر المادية والبشرية، حيث سُجلت حالتا وفاة 26 إصابة بين جروح واصابات. تباينت الأضرار من حيث توزيعها الجغرافي عبر 12 حيًّا سكنيًا، إذ بلغ إجمالي عدد المواقع المتضررة 44 موقعًا، وبلغ عدد المساكن المتضررة فيها حوالي 2075 مسكناً، مما يمثل 36.1% من إجمالي المواقع المتضررة. كما أغلقت العديد من الطرق والممرات، حيث بلغ عددها 53 طريقًا، مما يمثل حوالي 43.4% من الأماكن المتأثرة. بالإضافة إلى ذلك، أسفرت الأمطار الغزيرة عن تلوث بيئي للمياه المتجمعة في الطرقات والأحياء السكنية نتيجة اختلاطها بفضلات الصرف الصحي والآبار السوداء، حيث بلغ عدد المواقع الملوثة 25 موقعًا، بنسبة 20.5% من إجمالي المواقع المتضررة. تعتبر هذه الفيضانات تحديًا كبيرًا يتطلب تعاونًا وجهودًا مشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني للتصدي لها، ومن الضروري تطوير استراتيجيات فعالة للتقليل من تأثيرها على حياة السكان وممتلكاتهم، بما في ذلك تحسين البنية التحتية وتعزيز التوعية المجتمعية.