تكامل إدارة المخاطر مع التخطيط الاستراتيجي: دراسة حالة للخطة الإستراتيجية للأكاديمية الليبية للدراسات العليا
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يساهم وضع الخطط الاستراتيجية في تحديد الرؤية المستقبلية والأهداف طويلة الأمد للمؤسسة، بينما تمثل خطة المخاطر الحماية لهذه الأهداف من المفاجآت والتحديات غير المتوقعة. كلما كانت المؤسسات أكثر استعدادًا لاستكشاف المخاطر وتحديدها مسبقًا، زادت فرص نجاحها في تحقيق أهدافها. يجب دمج هذه الخطط بشكل منطقي، بحيث تتضمن الاستراتيجية آليات فعالة لرصد وإدارة المخاطر. إن الاستفادة من المعرفة والخبرة من الخطط الاستراتيجية وخطط المخاطر تعزز اتخاذ القرارات وتدعم حوكمة المؤسسات. لذا، فإن تطوير ثقافة تدمج استخدام هذه الأدوات يعزز القدرة على الابتكار والتكيف، مما يؤدي إلى تحقيق التفوق التنافسي واستمرارية المؤسسة في السوق. وعلى الرغم من كثرة الدراسات حول التخطيط الاستراتيجي، إلا أن الأدبيات العلمية تفتقر إلى أبحاث تتناول إدارة المخاطر لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية إدارة المخاطر باستخدام إرشادات ISO 31000:2018 في التخطيط الاستراتيجي وتطبيقها على الخطط الاستراتيجية، بناءً على رؤية واضحة وفهم للتطبيق الشامل لإدارة المخاطر والحوكمة والامتثال. والهدف الرئيسي لهذه الدراسة هو تحليل المخاطر التي تعيق تحقيق الأهداف الاستراتيجية. أي تحديد المخاطر المحتملة وتقييما كميًا ونوعيَا. هذا وتم ترجمة الأهداف السبع وتحليلها من خلال الدراسات المشابهة والعصف الذهني، بالإضافة إلى استشارات الخبراء، مع مراعاة البيئة الداخلية والخارجية للأكاديمية. وتم وضع سيناريوهات وافتراضات لاستخلاص دليل وقرائن حول تلك المخاطر، لتسهيل تقييمها وتوضيحها بشكل محدد كمخاطر عالية، ومتوسطة ومنخفضة، وذلك بهدف تحويلها إلى مسؤوليات وأولويات يمكن تنفيذها، من خلال استبيانات وزُعت على عينة من أصحاب المصلحة. وقد أسفرت هذه الخطوات عن تحديد 106 خطرًا. منها 18 خطرًا للهدف الأول، و24 خطرًا للهدف الثاني، و11 خطرًا للهدف الثالث، و10 خطرًا للهدف الرابع، و15 خطرًا للهدف الخامس، و8 خطرًا للهدف السادس، و6 خطرًا للهدف السابع. إضافة ذلك، اعتبر الباحثون أن هناك مجموعة من المخاطر مشتركة في جميع الاهداف ترتبط بالتخطيط والتنظيم الإداري، والتي ساهمت بدورها في تعزيز تحقيق الأهداف، وقد تم تعيينها بشكل مستقل بمعدل 16 خطرًا. وبالمجمل 22% من المخاطر المتوقعة مخاطر عالية و70% مخاطر متوسطة و8% مخاطر ضعيفة. وتصدر الهدف السابع قائمة المخاطر العالية وتلاه الهدف الخامس. أما الهدف الثاني، السادس فقد حصل على أقل نسبة من المخاطر العالية. كما كانت نسبة المخاطر المتوسطة النصيب الأوفر في الهدف الرابع، يليه الهدف السادس تم الهدف الثاني فالثالث. وكانت أعلى نسبة للمخاطر المنخفضة في الهدف الثاني، وتلاه الهدف السادس تم الهدف الرابع تم الخامس. أظهرت النتائج أن إدارة المخاطر تلعب دوراً هاماً في تكامل الإدارات التشغيلية وتعزيز القيادة الإستراتيجية، حيث تربط الأنظمة مثل الحوكمة والرقابة الداخلية في نظام واحد يدعم التخطيط الاستراتيجي وفق معيار ISO 31000:2018. من الضروري دمجها في الثقافة الأكاديمية والأنشطة اليومية لضمان فعالية الأداء المؤسسي، وتكامل الآليات لمواجهة التهديدات وتقييم المخاطر.
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-ShareAlike 4.0 International License.