رصد بريطانيا لأحمد الشريف بتتبع تحركاته في المنفى ومنعه من العودة إلى ليبيا (1918- مارس1933م)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
غادر السيد أحمد الشريف السنوسي ليبيا متوجهاً إلى الدولة العثمانية نتيجة الحصار الذي فرضته بريطانيا ومنعه من دخول المنطقة الشرقية, وخلال إقامته فيها قامت بريطانيا بمتابعته ووضعه تحت الرقابه لأنه يشكل خطراً على وجودها في العراق، ولا سيما أنه سعى لخلق جبهة إسلامية عريضة تضم الجزيرة العربية, وبلاد الشام, والعراق ,والمغرب بغية التصدي للنفوذ الاستعماري بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، استغلت بريطانيا رغبة مصطفى كمال أتاتورك في عقد مفاوضات معها حول وضع تركيا واستقلالها ,وخلال هذه المفاوضات وضع وزير خارجية بريطانيا شروطه على هذا الاستقلال وهي: أن تقطع تركيا صلتها بالعالم الإسلامي ، وأن تلغى الخلافة الإسلامية , وأن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة ، وأن تختار تركيا لها دستوراً مدنياً بدلاً من الدستور العثماني المستمد أحكامه من الشريعة الإسلامية فوافق أتاتورك على ذلك وقام بإلغاء الخلافة الإسلامية ,ولم يسكت أحمد الشريف على هذه التطورات بل أنه خاطب أتاتورك قائلاً له :"لم نناصرك ونقف معك إلا لأجل حفظ كيان الدين الإسلامي ، وطلب إليه أن يعيد النظر عاجلاً في آرائه وإجراءاته التي أدت إلى هدم أهم وأخطر المؤسسات الإسلامية ، ألا وهي حل الخلافة الإسلامية كمؤسسة شرعية ونظام سياسي للحكم الإسلامي" عند ذاك أدرك أحمد الشريف أنه لم يعد له مكان في دولة أتاتورك ، وآثر المغادرة متوجهاً إلى سوريا المحتلة من قبل فرنسا ,وفي اليوم التالي لوصوله 5 نوفمبر 1924م قام أحمد الشريف بزيارة القنصلية البريطانية وقدم طلب تأشيرة دخول إلى مصر بعد رفض الحكومة البريطانية لطلب أحمد الشريف الإذن له بالسفر إلى مصر أرسل الآمر (تومي مارتين Tommy Martin) رئيس المكتب السياسي الفرنسي في منتصف ديسمبر 1924م إلى أحمد الشريف يطلب منه مغادرة سوريا فغادر أحمد الشريف سوريا متوجهاً إلى الحجاز ليقيم في ضيافة عبد العزيز آل سعود, ومنذ وصوله إلى الحجاز وضع أحمد الشريف تحت المراقبة ورفضت جميع الطلبات التي تقدم بها أحمد الشريف للسفر إلى مصر أو السودان. كما عبر القنصل الإيطالي في جدة عن مخاوفه وأكد أن الحكومة الإيطالية تخشى من وصوله إلى ليبيا عبر السودان , وظل أحمد الشريف محاصراً في الحجاز حتى وفاته .
التنزيلات
تفاصيل المقالة
سياسة الانتحال
مجلة جامعة سبها تحترم الملكية الفكرية وتهدف إلى حماية العمل الأصلي للمؤلفين المتقدمين للنشر بها. وبصورة عامة فان قوانين المجلة تتعارض مع المقالات العلمية التي تحتوي على مواد مسروقة والغير متقيدة بمعايير الجودة والبحث والابتكار. وعلى المتقدمين للنشر الي المجلة الالتزام بالمعايير الأخلاقية والابتعاد عن الانتحال بأي شكل من الأشكال. اما في حالة العثور على اي انتحال اوسرقة علمية لمقال مقدم للنشر فستقوم المجلة بالاتصال بالؤلف لتقديم تفسيرهم في غضون أسبوعين من تاريخه، وبعدها تحال الي اللجان المختصة التي شكلت لهذا الغرض لاتخاذ إجراءات صارمة. حيال ذلك. بصورة عامة ترخيص المجلة يسمح بالاستشهاد للمحتوى المنشور على موقعها وتنزيل كافة الملفات وتستخدم Attribution-NonCommercial-NoDerivs CC BY-NC-ND