المصالحة الوطنية من منظور شرعي في المجتمع الليبي

Abstract

إن المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الليبي ضرورة دينية وإنسانية وحضارية واقتصادية, واجتماعية, وسياسية، لا يستغني عنها كل ليبي من أجل تأكيد التلاحم بين أبناء المجتمع, وترسيخ قواعد الوحدة الوطنية وإشاعة أجواء المحبة والانسجام بين مكوناته المختلفة، فالمصالحة الوطنية ضرورة دينية؛ لأن الله تعالى أمر المسلمين بعد انتهاء الحرب بينهم بالصلح علي مبادئ العدل وقيم القسط وبين الله _عز وجل_ المنهجية التامة والكاملة في القتال بين المسلمين، والمراحل التي يجب علينا أن نلتزم بها قال تعالى ﴿فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ ⁽²⁾ أمر الله _عز وجل_ القيادات المؤثرة في المجتمع بالإصلاح بين الأخوة وإزالة آثار الحرب النفسية والاجتماعية والاقتصادية وتذكيرهم بالخوف من الله واتقاء سخطه؛ وذلك تقواه في الأعمال والأقوال وفي مشاعر الانتقام.