وصف فزان من خلال كتب الرحالة والجغرافيين المسلمين (من القرن الثالث الهجري إلى القرن السابع الهجري)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
نجح إن من أهم الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الباحث الذي يتصدى لدراسة موضوع ما هو قلة المصادر والمادة التي تلزمه للسير قدماً في بحثه؛ فهو لاشك يستمد حماسته من واقع ما يقع تحت يده من مصادر ومراجع تؤرخ للحقبة الراغب في دراستها ؛ ولعل ذلك أبرز ما نلاحظه عند البحث في تاريخ فزان الوسيط وقلة ما ذكرته المصادر التاريخية عنها قياساً إلى غيرها من المناطق والأقاليم المجاورة في مصر وبلاد المغرب الإسلامي والتي حظيت بمؤلفات خاصة، وغزيرة تتبعت أطوارها التاريخية عبر العصور، وبالمقابل فقد ورد ذكر فزان ووصفها في كتب الرحالة والجغرافيين المسلمين، ومثلت كتاباتهم حولها مصدراً لمعلومات جغرافية، وتاريخية متنوعة من خلال نقلهم لمشاهداتهم الخاصة أو من خلال نقلهم عن غيرهم ممن ذكروها قبلهم ، ولكن في الحقيقة أن معظم تلك الكتابات متأخرة كثيراً عن المراحل التي مرت بها المنطقة كالفتح العربي مثلاً وتفصيلاته؛ فمعظم الرحالة والجغرافيين كتبوا عن فزان في عصور تاريخية متأخرة ونقلوا لنا معلومات متفرقة ومتذبذبة من حيث الكم والنوع ولفترات محددة فقط أحياناً ومكررة أحياناً أخرى، وقد لا تفي بتقديم دراسة رصينة عن فزان في الحقبة الإسلامية، وربما كان غياب قيام الدول المستقلة في إقليم فزان خاصة وفي ليبيا عامة على غرار ما حدث في باقي دول المغرب الإسلامي سبباً وجيهاً لعزوف المؤرخين عن التفصيل بشأن فزان التي كان لموقعها في عمق الصحراء وقلة سكانها تأثيراً واضحاً في حضورها التاريخي على الرغم من أنها كانت على مدى التاريخ حلقة وصل واتصال بين الشمال والجنوب ولكن ذلك كله غاب أو بالأحرى تناثر في ثنايا طيات الكتب، وأصبح جمعه وتنسيقه أمراً يحتاج إلى جهد جهيد فخلق فجوة في تاريخ ليبيا الوسيط تحتاج إلى تضافر الجهود من أبنائها لملئها وسد ثغرتها.
التنزيلات
تفاصيل المقالة
سياسة الانتحال
مجلة جامعة سبها تحترم الملكية الفكرية وتهدف إلى حماية العمل الأصلي للمؤلفين المتقدمين للنشر بها. وبصورة عامة فان قوانين المجلة تتعارض مع المقالات العلمية التي تحتوي على مواد مسروقة والغير متقيدة بمعايير الجودة والبحث والابتكار. وعلى المتقدمين للنشر الي المجلة الالتزام بالمعايير الأخلاقية والابتعاد عن الانتحال بأي شكل من الأشكال. اما في حالة العثور على اي انتحال اوسرقة علمية لمقال مقدم للنشر فستقوم المجلة بالاتصال بالؤلف لتقديم تفسيرهم في غضون أسبوعين من تاريخه، وبعدها تحال الي اللجان المختصة التي شكلت لهذا الغرض لاتخاذ إجراءات صارمة. حيال ذلك. بصورة عامة ترخيص المجلة يسمح بالاستشهاد للمحتوى المنشور على موقعها وتنزيل كافة الملفات وتستخدم Attribution-NonCommercial-NoDerivs CC BY-NC-ND