الأوضاع الصحية في فزان من خلال مشاهدات الرحالة في القرن التاسع عشر

الملخص

مثلت الأوضاع الصحية في فزان انعكاسا للظروف الجغرافية ولخصوصية الظرفية التاريخية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لإقليم فزان. فقد تميزت منطقة فزان الممتدة على رقعة واسعة من وسط الإيالة (الولاية) الطرابلسية وجنوبها بأهمية كبرى وحلقة وصل هامة بينها وبين مراكز الإيالة الطرابلسية وأوروبا شمالاً وبلاد السودان جنوبا خلال القرن التاسع عشر. والمتزامن مع الجهود الكشفية الأوربية لدواخل القارة الأفريقية .وعلى ذلك كانت فزان بتاريخها الصحي مادة هامة بكرًا متناثرة في غالبية مشاهدات الرحالة الأوروبيين الذين كان بعضهم طبيباً بالأصل وبعضهم الآخر تَسَتّر بمزاولة المهنة لَتُعِينه على إنجاز مهمته الرسمية المبعوث لأجلها. وفيه تكمن أهمية الموضوع وهدف البحث. وبالنظر فيما حوته المادة المصدرية ليوميات الرحالة الأجانب والعرب عن فزان نثير عدة تساؤلات منها : كيف كانت الأوضاع الصحية في فزان خلال القرن التاسع عشر؟ وهل أسهم الطب الشعبي المحلي وجهود سلطة فزان في علاج الأوبئة والأمراض؟ وماهي أسبابها؟ ومن خلال هذا البحث سنقف عند تحليل أربعة عناصر نراها هامة، أولها خلفية جغرافية تاريخية موجزة لتحديد مصطلح فزان وحدوده خلال القرن التاسع عشر. وثانيها الآثار الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية على الوضع الصحي في فزان. وثالثها الأوبئة والأمراض المنتشرة في فزان خلال القرن التاسع عشر وسبل علاجها. ورابعها جهود سلطة فزان العلاجية خلال القرن التاسع عشر. وسنختم البحث بأهم الاستنتاجات المتوصل إليها.