مُقاربةٌ فِي أصلِ اللغةِ (محطاتٌ فِي تاريخِ النَّظريةِ الاصطلاحيةِ)

محتوى المقالة الرئيسي

سالمة صالح فرج

الملخص

تُعدُّ إشكاليةِ أصلِ اللغةِ مِنْ ضمنِ أهمِ القضايا الَّتي تُعنى بِهَا فلسفةُ اللغةِ، فلا تكاد تخلو فلسفةٌ مِنَ التَطرِّقِ إليها والبحثِ فيها، وفِي هذا السَياقِ شهدَ تاريخُ الفلسفةِ صِراعاً وتنازعاً بينَ نظريتينِ تهدفانِ إلى بيانِ أصلِ اللغةِ، ذهبتَ الأولى مِنْهُمَا إلى أنَّ اللغةَ وقفٌ مُستمدةٌ من مصدرٍ إلهيٍ مَا ورائيٍ، فِي المُقابلِ نحت الثانيةُ إلى أنَّها نتاجٌ طبيعيٌ عن ظاهرةِ الاجتماعِ الإنسانيِ تحصلُ بينَهُم بِالتَّواطؤِ والاتفاقِ، ففي السِّياقِ الثَقافيِّ اليونانيِّ تصارعتِ النَّظريتانِ؛ حيثُ كانَ الصِّراعُ بينَهُمَا امتداداً لِصراعٍ فلسفيٍ أعمقٍ كانَ طرفاهُ المدرسةُ السُّوفسطائيةُ الَتي قالت أنَّ أصلَ اللغةِ توافقٌ واصطلاح، وهو ما كانَ مُنسجماً مَعَ الإطارِ العامِ لِفلسفتِهِم فِي حين ذَهَبَ خصومُهُم مِنَ المشائيينَ ـ أفلاطون وأرسطو ـ إلى القولِ بِالنَّظريةِ التَوقيفيةِ، وكذلك هو الأمرُ فِي الفلسفةِ الإسلاميةِ الَّتي شهدت هي الأخرى الصِّراعَ نفسَهُ؛ حيثُ مالَ بعضُ الفلاسفةِ إلى القولِ بِالنظريةِ التَّوقيفيةِ؛ وذلك تحتَ تأثيرِ بعضِ آياتِ القُرآنِ الكريمِ الَتي فُهِمَ مِنْهَا أنَّ اللغةَ ذاتَ طبيعةٍ وقفيةٍ، فِي المُقابلِ، ذهبَ بعضُ الفلاسفةِ كالمُعتزلةِ والفارابي إلى القولِ بالنَظريةِ الاصطلاحيةِ لِقدرتِهَا على تفكيكِ وتجاوزِ بعضِ الإشكالاتِ المُرتبطةِ بِاللغةِ تارةً، وبِالمذهبِ تارةً أُخرى، أمَّا فِي الفلسفةِ المُعاصرةِ فقد ذَهَبَ كثيرٌ منَ الفلاسفةِ إلى تبني النَظريةِ الاصطلاحيةِ بِسببِ نجاحِها فِي تفسيرِ عددٍ كبيرٍ مِنَ الظَّواهرِ المُرتبطةِ بِاللغةِ والَّتي تعجزُ النَّظريةُ الوقفيةُ عن حلِّها؛ ولبيانِ كُلِّ ذلكَ سنستخدمُ عند مُقاربةِ هذه الإشكاليةِ المنهجَ التَّحليليَّ النَّقديَّ لِقُدرتِهِ على بيانِ أبعادِ هذه المسألةِ.

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
فرج س. ص. (2022). مُقاربةٌ فِي أصلِ اللغةِ (محطاتٌ فِي تاريخِ النَّظريةِ الاصطلاحيةِ). مجلة العلوم الإنسانية, 21(2), 60–70. https://doi.org/10.51984/johs.v21i2.1984
القسم
المقالات
No Related Submission Found