من المكان ينبثق الوعي

الملخص

موضوع هذا البحث المختار هو النظرة في مسألة الهوية في أعمال لو كليزيو. في البداية، كنت أرغب في دراسة الرمزية في الصحراء لدى إبراهيم الكوني، ولكن اكتشفت أن هذا الموضوع قد تم التطرق إليه بشكل كبير بالفعل في أعمال لو كليزيو. لذا قمت بتوجيه انتباهي نحو المكان بشكل عام، والمسائل المتعلقة بالهوية التي لم يتم دراستها بشكل منهجي في أعمال الكاتب. انطلقت من فكرة أن وصف المكان يكشف دائمًا رؤية العالم، وسعيت لفهم المعنى الذي يخصصه لو كليزيو للأماكن في رواياته. لاحظت وجود تناقض بين المدينة كمكان للتبعية والقلق، والمساحة الطبيعية. وغالبًا ما تستوحى الأماكن الموصوفة من الأحداث العنيفة في العالم الحديث، وتكون كتابة لو كليزيو متجذرة في واقع مخيب للآمال. أبرز أيضًا وجود الهوامش في رواياته، التي تحمل علامات العالم المتحضر وتحتضن الفقراء والمجهولين والمستبعدين. وأخيرًا، تبرز مسألة الهوية في أعمال لو كليزيو استخدام الميتافورات والرموز والمواضيع المتشابهة من رواية إلى أخرى. يمنح وصف المكان مساحة كبيرة للخيال، مما يؤدي إلى تثالب الطبيعة وتقديمها كمساحة سعادة وحرية وانفتاح على التراث الثقافي الآخر. وبذلك يذكر لو كليزيو أن الإنسان جزء لا يتجزأ من الطبيعة ويسعى لإيجاد سعادة حقيقية تم فقدها إلى الأبد في العالم الحديث.