الفكر الفلسفي الأخلاقي من اليونان والإسلام

الملخص

يتناول هذا البحث (الفكر الفلسفي الأخلاقي من اليونان والإسلام) من خلال طرح عدد من الإشكاليات لتوجيه السلوك الإنساني نحو الفعل الأخلاقي، ونلفت النظر للتميز بين الفعل الأخلاقي وبين ما عداه من الأفعال الإنسانية الأخرى؟ كما نسلط الضوء على معرفة الأخلاق عما إذا كانت مكتسبة أم فطرية من وجهة نظر الفلسفة اليونانية والإسلامية، بل وأيهما الأكثر جدوى في تنظيم وتقويم السلوك الإنساني؟ وما هي رؤية الإسلام في ذلك؟ وكيف أثرت هذه الاتجاهات في الفلسفات المعاصرة؟ ونظراً للدور الكبير الذي تلعبه في تقويم الحياة الإنسانية، ولما تشكله الأخلاق من أهمية ودور في الشخصية الإنسانية لما يتعلق بها من عناصر كالفكر والعاطفة والغريزة والإرادة ودورها في تنظيم هذه العناصر والتحكم فيها، فإننا نرى من الضروري دراسة مفهوم الأخلاق لمعرفة دلالاته ومعانيه، وللنظر والبحث عن أسباب التباين ابتداء من المفهوم والدوافع، ومعرفة الفرق بينهما في الارتقاء بحياة الإنسان لنجعل منها الدليل في المسار السديد للحياة. ولبلوغ تلك الأهداف نحتاج إلى منهج يكفل الوصول إلى تلك النتائج، فطبيعة الموضوع هنا تفرض علينا اعتماد منهجين أساسيين يتمثلان في المنهج التحليلي والمنهج المقارن، والى جانبها مناهج أخرى مثل التاريخي وغيرها حسب ما تمليه علينا طبيعة الموضوع.  ثم ذيلت الدراسة بخاتمة حول الفكر الفلسفي الاخلاقي من اليونان والإسلام، نؤكد من خلالها أن طبيعة الاخلاق النقلية والعقلية واحدة في دوافعها وأهدافها، فهي تسعى للنظر في طبيعة الإنسان بكل تجرد واحترامه وتوفير الشروط المحققة لسعادته، وإن اختلفت المناهج، فالله سبحانه وتعالى قبل أن يودع النهج الديني (القرآن الكريم) في الإنسان، أودع فيه العقل الوعاء المحكم والمدرك لذلك، كما نلاحظ في عدد كبير من آيات القرآن الكريم أنها تخاطب العقل مثلًا: أفلا تعقلون أفلا تبصرون ... وما توفيقي إلا بالله العزيز الحكيم.