المعنى ومعنى المعنى في الشعر (أبوتمام أنموذجًا)

محتوى المقالة الرئيسي

محمد علي سليمان دهيكيل

الملخص

الشعر لا يقدم حقيقة مطلقة واضحة، ولكنه يقدم معنى احـتمالياً مشـوشاً؛ حـيث إن الشاعـر لا يستخدم اللغة بدلالتها المعجمية العادية، بل يستخـدمها بطـريقة مجازية، فيزيح الكلـمـة عـن معناها المعجمي المتعارف عليه ليعطيها معنى جديدًا، تكتسبه من سياق الكلام؛ أي أن السياق هو الذي يحدد معناها، وليس المعجم أو العادة، ومـن هـنا فإن الكـلمـة يـتغـيّر معـناها العـادي، الاعتيادي، وتكتسب في الشعر معنى جديدًا، قد يكون لا عهد للقارئ به، واللغة نفسها تساعد على هذا الأمر؛ لأنها تقبل المعنى المجازي؛ فالمعنى، في هذه الحالة، ليس قطعياً ولا نهائياً، بل هو احتمالي؛ لأن اللغة المستخدمة في إنتاج النص لا تُقدم المعنى تقديماً دلالياً معجمياً للكلمة، بل توحي به إيحاءً من ثم فإن النص مفتوح على عدة احتمالات وتأويلات للمعنى؛ أي أن المعنى غير محدد سلفاً، والنص يقـبل هـذا المعنى أو ذاك، بطبيعة لغته الاحتمالية، وهـذا يعني أن الفرصة متاحة للقارئ فـي إعـادة إنـتاج المعـنى والنص معًا، ووفقًا لهذا، فالنص ليس ملكًا للشاعـر، بـل هـو منطـقة وسـطى أو مـنطـقـة التـقـاء بـين الشاعر والقارئ؛ فالشاعـر ينشئ النـص، أمّـا القارئ فيـعـطي معـنى لوجود النـص، بمعنى أن الشاعـر أنتـج النـص ليُعـبّر به عـن شيء ما أو حـادثة ما، أو مـوقف ما، والقارئ يستطـيع أنْ يـعـيـد إنـتـاج هـذا النـص، ويُحـمّـله بالـدلالات التي يريـد مـن الدلالات المحتملة للنص، ليُعـبّر به عـن ذاته، وهذا كله يَتَمُّ بفعل كثافة اللغة المجازية المستخدمة في إنتاج النص التي بفعـل كثافتها ومرونتها جعلت النص مـفتـوحاً لِجمـلة من القراءات، وقابلًا لكثيرٍ من التأويلات والمعـاني. فَـيَتَـمُّ بهـذا تجاوز المعاني المعجمية للكلمات، كما يَتَمُّ تجاوز المعاني التي اكتسبتها الكلمات مـن خلال استعمالاتها في النصوص التي حققتها مراحل تاريخية سابقة. 

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
دهيكيل م. ع. س. . (2021). المعنى ومعنى المعنى في الشعر (أبوتمام أنموذجًا). مجلة العلوم الإنسانية, 20(1), 56–64. https://doi.org/10.51984/johs.v20i1.1449
القسم
المقالات

الأعمال الأكثر قراءة لنفس المؤلف/المؤلفين