نماذج من تقارير الوكيل التونسي أحمد المهدوي ومراسلاته حول الأوضاع الادارية والاقتصادية والتركات التونسية ببنغازي 1875-1879م

الملخص

فرضت الطبيعة الجغرافية لمنطقة برقة ، فضلاً عن جهود الحركة السنوسية في تيسيرها  لطريق تجاري آمن مع بلاد السودان ، ومتزامن مع الخبرة التراكمية لغالبية مكونات مجتمعها المنخرط في تلك التجارة . فكان الطريق التجاري الشرقي الذي يبدأ من بنغازي عبر جالو وأوجلة والكفرة إلى أبشة بوادي (في تشاد الحالية) هو الطريق المقصود. ناهيك استمرار تبادل السلع المحلية والعربية والدولية بين الجانبين عبره. وعليه كانت متصرفية بنغازي محط أنظار التجار المحليين من ولاية طرابلس الغرب وتجار تونس الذين دللت عنهم عينة من الوثائق البكر غير المنشورة عثرنا عليها في الأرشيف الوطني التونسي. فهذه العينة من الوثائق خاصة في ملف الوكيل أحمد بن محمد المهدوي وكيل الدولة التونسية في بنغازي.

       يقوم موضوع هذا البحث على تخصيص عمل الوكيل التونسي أحمد بن محمد المهدوي  في بنغازي ، وتحليل ما ورد في تقاريره ومراسلاته غير المنشورة حول الاوضاع الإدارية والاقتصادية والصحية. فضلاً عن التركات التونسية في بنغازي باعتبارها تركات لتجار تونس من جربة وصفاقس ممن امتهنوا التجارة مع واداي ، والرحالة الأوروبيين الذين مروا من هذا الطريق للوصول عبره إلى واداي. فأهمية هذه التجارة وقيمة تركات تجار تونس قد أوجدت منازعات بين وكيل الدولة التونسية مع صندوق الايتام وبيت مال الولاية الطرابلسية ومتصرفية بنغازي في ضم تلك التركات لها من عدمه. أما عن أهمية هذا البحث فهو يُرَكَّز على دراسة مجال العلاقات الطرابلسية البرقاوية التونسية في سبعينات القرن التاسع عشر.