ميثاق أخلاقيات البحث العلمي:
تُعد الأخلاق من أهم مرتكزات العمل والحياة في المجتمعات، وهي ضرورة من ضروريات الحياة المتحضرة ومطلبا أساسيا لتنظيم المجتمع واستقراره، يحتمه ديننا الحنيف وتقره الأعراف الاجتماعية، وتأطره التشريعات والقوانين.
والميثاق الأخلاقي أوسع مدى وأكثر تفصيلا من مجموعة المبادئ والقواعد التي يتضمنها القانون، فهو يبنى عليها، ويفصل تطبيقاتها ودلالتها، ويضيف إليها أمورا لم يتطرق إليها النص القانوني، من خلال الضوابط الشرعية والاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع.
مهنة التعليم مهنة سامية، فهي تقوم بالدور الأساسي في نمو المجتمع وتقدمه؛ لذا فإن ممارستها تتطلب الالتزام بالأخلاق الفاضلة والنبيلة، وجامعة سبها كغيرها من الجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية، معنية ببناء الإنسان وإعداده للقيام بدوره في الحياة، فقد وضعت ضمن أهدافها نشر القيم الأخلاقية والحرص على التحلي بها في كافة برامجها وسياستها واستراتيجياتها، فالجامعة مسئولة عن نشر وتنمية الالتزام الخلقي بين جميع العاملين فيها.
يعد البحث العلمي من أرقى النشاطات التي يمكن أن يمارسها العقل البشري من أجل تحقيق التطور والنهوض بالدول، فهو الأساس الطبيعي لأي نهضة حضارية خصوصا في العصر الحديث، ولكن قد تنجم عن بعض هذه البحوث آثار تثير معضلات أخلاقية على الإنسان ومحيطه الاجتماعي والبيئي؛ لذا أبدت الكثير من دول العالم اهتمامًا ملحوظًا بالقضايا الأخلاقية في البحث العلمي لزيادة الوعي بأهمية التحلي بها بين الباحثين المختصين وعامة الناس، وضمان أن البحوث العلمية والتطبيقات التكنولوجية تحترم حقوق الإنسان وكرامته وحريته من خلال إنشاء لجان وطنية للأخلاقيات ووضع معايير وطنية وقوانين في هذا المجال ؛ لذا أنشئت في عام 2012 اللجنة الوطنية للسلامة الحيوية، والأخلاقيات البيولوجية في ليبيا التي تهدف إلى تعزيز مبادئ القيم الأخلاقية في البحث العلمي.
وفي جامعة سبها يمثل البحث العلمي ركنا أساسيا في منظومة التعليم الجامعي والعالي، بما يتوافق مع المتطلبات الوطنية والتطور العلمي والتقني، فهو يؤدي رسالة مهمة وجوهرية في هذه المنظومة، لتحقيق رؤية الجامعة المتمثلة في “الريادة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع “، وانطلاقا من هذه الرؤية تسعى الجامعة لتطوير برامجها في ظل ميثاق أخلاقي يضمن الالتزام بأدبيات وقيم البحث العلمي التي تتطلبها معايير الجودة، ويؤكد علي الالتزام الأخلاقي في الأداء والعلاقة مع الآخرين وفقا للمعايير الوطنية والدولية.
وهذا الميثاق يحدد الإطار العام للمبادئ والقيم الأخلاقية التي يتعين على أعضاء هيئة التدريس والباحثين وطلبة الدراسات الجامعية والعليا الاسترشاد بها، بل ينبغي على جميع أطراف العملية البحثية التقيد بها لتعزيز أخلاقيات البحث العلمي الرصين بالجامعة.
المبادئ العامة للميثاق
يتبنى البحث العلمي بجامعة سبها المبادئ والقيم الأخلاقية الآتية :
- النزاهة: سلوك الأفراد و المؤسسات باتباع القوانين و توخي العدل و الإنصاف و المساواة
- الأمانة: كل حق لزم أداؤه و حفظه صونا للحقوق والمحافظة عليها و البعد عن الكذب والخداع.
- العدالة: المعاملة بالإنصاف والمساواة.
- الموضوعية: الحيادية وعدم التحيز والتجرد من الهوى الشخصي.
- الموثوقية: التأكد من كفاءة أو دقة شخص ما والتأكد من إمكانية الاعتماد و التعويل عليه.
- الشكوكية (النقدية): عدم التصديق ببساطة.
- الإحسان: مساعدة النفس والآخرين.
- المنفعة: العمل على تحقيق أعلى نسبة من المنافع مقابل المضار لإفادة الناس جميعاً.
- الشفافية والمصداقية: الإفصاح وكشف المعلومات ووضوح الإجراءات ،وصحة و مصداقية عرض البيانات مع كل أجزاء البحث العلمي من اختيار الموضوع حتى نشر البحث
- الانفتاحية: تداول النتائج والمعطيات والمناهج والأفكار والتقنيات في الأدوات ، بما يتيح للآخرين مراجعة العمل مع الاستعداد لتقبل النقد والأفكار الجديدة.
- الاستقلال الذاتي: ممارسة العقلاء للخيارات الحرة القائمة على المعرفة بالأمر.
- الخصوصية: الالتزام باحترام الخصوصيات الشخصية والثقة في عدم إفشائها.
- الأمن و السلامة: الاحتياط اللازم عند إجراء التجارب تحت الظروف والبيئات المختلفة بما يضمن الحفاظ على سلامة الباحث وسلامة الزملاء والأجهزة والمعدات المستخدمة و أمن المجتمع و البيئة.
- الإخلاص: التفاني في العمل وأداؤه من غير غش و المحافظة على الوعود والاتفاقيات المتعلقة به.
- المشروعية: الإلمام بالقوانين المختصة بإطار العمل وبشكل خاص القوانين واللوائح التي تنظم الجامعات ، والالتزام الأخلاقي بتطبيق القانون.
- احترام الذات:مراعاة حقوق وكرامة الإنسان عند إجراء البحوث العلمية عليهم.
- الجودة:العمل على التميز والريادة والتحسين المستمر في إنجاز البحوث العلمية.
- المساءلة و المحاسبة:القدرة على تقديم الإجابات و التوضيحات اللازمة لأصحاب المصلحة وتحمل المسؤولية والاستعداد للمحاسبة على الأفعال.
- العمل بروح الفريق:مجموعة من الأفراد تعمل بروح الفريق الواحد.
- الفاعلية : استخدام الموارد الاقتصادية والتكنولوجية بحكمة لإنجاز الأهداف المرجوة من البحث .
- الخبرة والاستطاعة العلمية: ما يقوم به الباحث يجب أن يكون مناسبا لمستوى معلوماته ومعارفه ومهاراته و إمكاناته للاستخدام الأمثل للمعدات والأجهزة المستخدمة في البحث بما يضمن فرص نجاح البحث وتحقيق أهدافه والمحافظة على ممتلكات الجامعة.
- الشراكة: الاشتراك مع المؤسسات التعليمية والبحثية والتعاون مع الهيئات الوطنية والعربية والإقليمية والدولية ذات العلاقة في مجال البحث العلمي.
- القدرة: المهارات التي يمتلكها الفرد للوصول الى أفضل المستويات التي يمكن أن يصل اليها الفرد في عمل ما.
- الكفاءة: القـدرة على استعمال المهارات والمعارف الشخصية في وضعيات جديـدة داخل إطار الحقل المهـني.