نشأت الحضارة الأوروبية الحديثة على أسس المنهج العلمي الذي أطّره فلاسفة القرن التاسع عشر والقرن العشرين، فأصّلوا لمعرفة قائمة على التجربة والبرهان، احتضنتها العلوم التطبيقية، خاصة في علمي الرياضيات والفيزياء، ثم سادت الرؤية العلمية الجديدة مجالات الفروع المعرفية في مجالات العلوم التطبيقية باختلاف تخصصاتها وفروعها.
لم يبق مجال العلوم الإنسانية بمعزل عن هذه الإنجازات مذ أسهم الفلاسفة في إنتاج أسسها المعرفية، فتبنى علم الاجتماع المنهج نفسه ليسهم في النهضة العلمية في شقها الإنساني، كون العقل الإنساني هو المنتج الحقيقي لهذه المعرفة، وهو الضامن لها، والدافع بها نحو التقدم.
وانعكست النجاحات العلمية الحديثة على مجال الصناعة والتكنولوجيا، فأصبح التقدم التكنولوجي رديفًا للتقدم العلمي، فالتكنولوجيا نتاج العلم من جهة، وهي المساهم الأول في خدمته من جهة ثانية.
من ناحية أخرى، فإن تقدم الأمم يُقاس بمدى اهتمامها بالبحث العلمي، وتحقيقها لنتائجه الإيجابية التي تخدم المجتمع، وتؤكد دوره في بناء المعرفة الإنسانية، بل أصبح البحث العلمي سمة بارزة للعصر الحديث، وعلى هذا تتأسس أهمية هذا المؤتمر الذي سيكون ملتقًى للباحثين في هذه المجالات، والمهتمين بها.
سيُناقش المؤتمر إشكالية العلاقة بين الإنتاج العلمي والتكنولوجيا، والتنمية المجتمعية، والمتمثلة في وجود مجموعة من التحديات، التي سيسهم المشاركون في المؤتمر في الكشف عنها ودراستها وإيجاد الحلول الناجعة لها، خدمة للإنسان والمجتمع والبيئة.